«الجنائية الدولية» تندد بالعقوبات الأمريكية وتؤكد التزامها بتحقيق العدالة

نددت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الجمعة، بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مؤكدة أنها ستواصل عملها في تحقيق العدالة الدولية رغم الضغوط. 

وأصدرت المحكمة بيانًا دعت فيه الدول الأعضاء الـ125، والمجتمع المدني، وجميع دول العالم، إلى التكاتف من أجل حماية حقوق الإنسان الأساسية، مشددة على أنها تقف بحزم إلى جانب موظفيها في مواجهة هذه التهديدات.

وجاء هذا التصعيد بعدما وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس، أمرًا تنفيذيًا يقضي بفرض عقوبات مالية وقيود على التأشيرات ضد مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.

مبررات واشنطن

وقال مسؤول أمريكي بارز إن القرار جاء لأن المحكمة تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها، وعلى رأسهم إسرائيل. 

وأضاف أن العقوبات تشمل أفراد المحكمة وعائلاتهم الذين يشاركون في التحقيقات المتعلقة بمواطنين أمريكيين أو بحلفاء واشنطن.

في المقابل، أشادت إسرائيل بالقرار الأمريكي، إذ وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، المحكمة بأنها "لا أخلاقية"، معتبرًا أن قراراتها "عارية عن أي أساس قانوني". 

وأضاف أن المحكمة "تستهدف إسرائيل بشكل غير عادل رغم أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن إسرائيل والولايات المتحدة ليستا طرفين في نظام روما الأساسي، وبالتالي لا تملكان أي التزام قانوني تجاه المحكمة.

أما في أوروبا، فحذّر رئيس المجلس الأوروبي، أنتونيو كوستا، الجمعة، من أن العقوبات الأمريكية تهدد المنظومة القضائية الدولية، مشددًا على ضرورة حماية استقلال القضاء الدولي من الضغوط السياسية.

خلفية التصعيد

تأتي هذه العقوبات في ظل توتر متزايد بين واشنطن والمحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد إعلان الأخيرة فتح تحقيقات تتعلق بجرائم حرب محتملة ارتكبها جنود أمريكيون في أفغانستان، إلى جانب تحقيقاتها حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ويؤكد هذا التوتر استمرار الموقف الأمريكي الرافض للخضوع لاختصاص المحكمة، رغم تأييدها في قضايا أخرى تتعلق بجرائم الحرب وحقوق الإنسان، مما يعكس ازدواجية في التعامل مع القضاء الدولي وفقًا لمنتقدي القرار الأمريكي.